إذا سبّني نذل تزايدت رفعــــــــــــــــة و ما لعيب إلا أن أكون مسابــــــبه
يخاطبني السفيـــــه بكل قـــــــــــــبـح فأكره أن أكون له مجيـبـــــــــــــــا
يزيد سفاهة فأزيــــد حلمـــــــــــــــــا كعود زاده الإحراق طيــــــــــــــبــا
--------------------------------------------------------------------------------
إذا رُمت أن تحيا سليما من الرّدى ودينك موقور و عرضك صيّن
فلا ينطقنّ منك اللسان بـــســوءة فكلُّك سوءات وللناس ألـــــسـن
وعيناك إن بدت إليك معائــــــبا دعها و قل يا عين للناس أعين
--------------------------------------------------------------------------------
إن لايكن عظمي طويل فإننــي له بالخِصال الصالحات وَصُولُ
إذا كنت في القوم الطوال علوتهم بعارفة حتى يقال: طويـــــــــــل
--------------------------------------------------------------------------------
عليَّ ثياب لو يباع جميعهـا بفلس لكان الفلس منهن أكـــــــثـرا
وفيهِنّ نفس لو تُقاس بمثلها نفوس الورى كانت أجلُ و أخطرا
--------------------------------------------------------------------------------
بلدي :كم صنما مجدتـهُ لم يكن يحمل طهر الصنـــــــــــم
لا تلومي الذئب في عدوانه إن يك الرّاعي عدُو الغنـــــــــــم
--------------------------------------------------------------------------------
لا تعجلنّ ، فليس الرزق بالعجل الرزق في اللوح محفوظ مع الأجل
لو صبرنا لكان الرزق يطلبنــا لكن خُلق الإنسان من عجـــــــــــل
--------------------------------------------------------------------------------
أنا إن عشت لست أُعدم قوتا و إن مِتُ لست أُعدم قــــــبرا
همتي همة الملوك و نفــسي نفس حرٍ ترى المذلة كــــــــفرا
--------------------------------------------------------------------------------
لسانك احفظه و صُن نطقه واحذر على نفسك من عثرته
الصمت زين ووقار وقــــــد يُؤتى على الإنسان من لفظته
من لزم الصمت نجا سالمــا لا يندم المرء على سكـتَتـِهِ
من أظهر الناس على ســرّه يستوجب الكيّ على مقلـته
--------------------------------------------------------------------------------
عيناي غرقى بالدمــــــوع مخافة من يوم ساخب و عصيب
ربّاه مالي حيلة إلا الرجــــاء في كشف ضري وانجلاء كروبي
بك استغيث و أنت أكرم راحم يا من يفرج كربة الــمـــــــكروب
يا خير مرجوٍ وأكرم سامع وملاذ مضطر و غوث غريـــب
ربّاه إني في ظلام حالــــك فأنر إلهي في الحياة دروبــــــــي
فإذا دعوتك كنت أقرب سامع و إذا رجوتك كنت خير مُجيـــب
أنت الرجاء لنا و أنت ملاذنا يا من كشفت الضر عن أيــــوب
--------------------------------------------------------------------------------
و إذا أ أصابتك نكبة فآصبر لها من ذا رأيت مسلما لا يُنـكب
و إذا رُميت من الزمان بريبة أو نالك الأمر الأشد الأصـعب
فآضرع لربك إنه أدنى لـمن يدعوه من حبل الوريد و أقرب
--------------------------------------------------------------------------------
وإذا رأيت الرزق عز ببلدة و خشيت فيها أن يضيق المكسب
فآرحل فأرض الله واسعة الفلا طولا و عرضا شرقها و المغرب
--------------------------------------------------------------------------------
ماكان من رزقي فليس يفوتني وإن كان في قاع البحار العــــــوا
سيأتي به الله الكريم بفضله وإن لم يكن مني اللسا ن بناطق
ففي أي شيئ تذهب النفس حسرة وقد قسّم الرزاق رزق الخلائق
--------------------------------------------------------------------------------
إذا حققت من خل ودادا فزره ولاتخف منه ملالا
وكن كالشمس تطلع كل يوم ولا تكن في زيارته هلال
--------------------------------------------------------------------------------
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولاتجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بـــــــقاء
--------------------------------------------------------------------------------
و مانيل المطالب بالتمني ولكن تُؤخذ الدنيا غــــــــلاب
--------------------------------------------------------------------------------
وكم في الحكومة من رجال تحسبهم السادة وهم العبيد
كلاب للأجانب هم ولكن على بني جلدتهم أســود
--------------------------------------------------------------------------------
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السرّ أضيق
--------------------------------------------------------------------------------
وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان
--------------------------------------------------------------------------------
دع الأيام تفعل ما تــــــــــشاء وطب نفسا اذا حكم القضاء
و لا تجزع لحادثة الـــــــليالي فما لحوادث الدنيا بــــــقاء
و كن رجلا على الأهواء جَلدًا وشيمتك السماحة و الوفاء
وإن كثُرت عيوبك في البرايا وسرَّك أن يكون لها غطاء
تَستَر بالسخاء فكل عــــــيب يغطيه كما قيل الســــخاء
ولا تُرِ للأعادي قــــــــطً ذُلا فإن شماتة الأعدا بـــــلاء
ولا ترجُ السماحة من بخــيل فما في النار للضمآن ماء
ورزقك ليس يُنقصه الــــتأني وليس يزيد في الرزق العناء
و لا حزن يدوم و لا ســـرور ولا بُؤس عليك و لا رخاء
اذا ما كنت ذا قلب قـــــنوع فأنت ومالك الدنيا ســــواء
ومنْ نزلت بساحته المـــنايا فلا أرض تقيه و لا سمــاء
وأرض الله واسعة ولــــكن اذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدُرُ كل حــــين فما يُغني عن الموت الدواء